لم يحض المنتخب الجزائري ومنذ الاستقلال ـ حسب العارفين ـ بخبايا الخضر بهذا الكم من الاهتمام وهذا التكفل التام من جميع النواحي، بحيث أن الأموال أصبحت تغدق على المنتخب، كما أن جميع ظروف الراحة والتركيز مهيأة للاعبين لتحقيق حلم الجزائريين والمتمثل في الوصول إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، عودة محمد روراوة إلى تولي إدارة شؤون مبنى دالي ابراهيم في فيفري الفارط شكلت نقطة تحول بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري، بحيث أن عضو المكتب التنفيذي للكاف رسم خطة دقيقة تعطي الأولوية للخضر بعد أن تلقى ضمانات من السلطات العليا للبلاد طمأنته بخصوص التكفل التام بالمنتخب الوطني.
كل هذه العوامل، حمست روراوة الذي جدّد ثقته في سعدان وأعطى ضمانات للاعبين بأن المشاكل التي واجهوها في الماضي لن تتكرر وبأن كل التدابير اتخذت حتى تكون اهتماماتهم منصبة على الميدان وفقط.
نجمة ـ سفيتال والبقية تأتي
الكل يتذكر المهزلة التي حدثت للخضر في عهد الرئيس السابق للفاف حميد حداج، عندما تمرّد عدد من اللاعبين المحترفين قبل مواجهة الرأس الأخضر وطالبوا بضرورة إعادة النظر في المنح، حيث ذهب الأمر باللاعب شراد إلى حدّ مقاطعة هذا اللقاء ومغادرة الفندق في ليلته.
وحتى لا تتكرّر كل هذه المشاكل مجدّدا فإن روراوة استخلص الدروس السابقة وسارع إلى تحديد سلم العلاوات بعد مشاورات ماراطونية مع اللاعبين، ولعل أهم المحطات التي كان لها الأثر الإيجابي على المسيرة الحالية للخضر تتمثل في العقد التمويلي الذي أمضته الفاف مع متعامل الهاتف النقال نجمة بمبلغ 39 مليار سنتيم.
هذا العقد المميّز، شجع ممولين آخرين قصد تقديم خدماتهم للتشكيلة الوطنية، وبالفعل، فإن مؤسسة سفيتال، بادرت للتوقيع مع الفاف على عقد تمويلي، يقدر بـ4 ملايير زائد 22 سيارة وحافلة للإسعاف.
الأمور لن تقف عند هذا الحد بحيث أن مؤسسة كوكاكولا الشهيرة، ستوقع سهرة اليوم على عقد شراكة مع الفاف لتمويل الخضر وهو عامل جاء ليجسّد السياسة الناجعة المنتهجة من طرف روراوة، خاصة مع النتائج الإيجابية التي حققتها النخبة الوطنية حتى الآن.
التفاؤل المفرط للشعب الجزائري بوصول الخضر إلى بلد نلسون مانديلا في جوان من العام المقبل ولد ضغوطات كبيرة على المنتخب الجزائري، لكن خبرة معظم اللاعبين جعلتهم يسيرون المباريات الثلاث الأولى لمرحلة الذهاب بشكل جيّد وهو ما سمح لهم بالانفراد بمقدمة الترتيب برصيد 7 نقاط في انتظار تحقيق حلم الـ35 مليون جزائري، من الأكيد أن الكرة أصبحت بين أرجل اللاعبين الذين ليس لهم أي عذر الآن، لأن جميع الشروط المالية متوفرة.
حتى الملعب اختاره اللاعبون
الفاف، التي سطرت الوصول إلى المونديال كهدف رئيسي قياسا مع النتائج الممتازة للخضر، قامت كذلك بتنازلات لإرضاء اللاعبين وعدم التشويش على تركيزهم، فقضية الملعب أثارت جدلا كبيرا، لكن الكفة مالت إلى اللاعبين الذين فضلوا ملعب تشاكر بالبليدة على مركب 5 جويلية رغم أن الجميع يعلم بأنه لا مجال للمقارنة بين اللعبين.
محمد روراوة استجاب لمطلب رفقاء منصوري ولم يرد الضغط عليهم، لأنه يدرك جيدا بأن بعض التفاصيل مهمة في كرة القدم واللاعبون هم أدرى بشؤونها.
مواجهة الغد ضد زامبيا بتشاكر، تعد بمثابة منعرج حقيقي للخضر الذين لا مجال أمامهم للخطأ.