لا شك أن الإنجازات الرائعة التي سجلها المنتخب الوطني في هذه السنة بعد حقبة النكسات المتتالية، جعلت أكبر الشركات الوطنية والعالمية تتهافت على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لتوقيع عقود ''سبونسورينغ''، كي تدر عليها أرباحا في المستقبل.
اقتنعت الشركات العالمية أن تعطش الجمهور الجزائري لعودة قوية لـ''الخضر''، يجعله يتفاعل آليا مع ما يسمعه ويشاهده من منتجات في الومضات أو اللوحات الإشهارية المعروضة على شاشة التلفزيون أو في الملاعب التي تحتضن مباريات المنتخب الوطني، ناهيك عن ''ماركات'' البذلات الرياضية التي يرتديها اللاعبون.
ولا يعتقد البعض أن تهافت هذه الشركات، ومنها الخاصة والأجنبية، على توقيع عقود ''سبونسور'' من أجل عيون المنتخب الوطني، وإنما لترويج منتجاتها ونشاطاتها لتجني من خلالها أرباحا طائلة، مثلما يحدث في أكبر الدول العالمية، لكنها في نفس الوقت تعود بالفائدة على ''الفاف'' التي ستوظف الأموال الكثيرة التي تدخل خزينتها من أجل إنجاز مشاريع تكوينية، وتوفير الإمكانات الضرورية لمختلف المنتخبات الوطنية وأيضا الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات القارية والإقليمية لتحقيق إنجازات مماثلة أو أحسن منها، خاصة إذا علمنا أن النتائج الإيجابية لا يمكن أن تتحقق في غياب الأموال التي تعد عصب الحياة. فإذا أحصينا العقود التي وقعتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم منذ عودة محمد روراوة إلى الرئاسة في مطلع السنة الجارية، نجدها معتبرة من حيث ''الكيف'' رغم قلتها من حيث ''الكم''، وتعد شركة متعامل الهاتف النقال ''نجمة'' الراعي الرسمي لـ''الفاف''، لا لأنه كان السباق في توقيع عقد يمتد إلى 4 سنوات وتم ذلك في شهر مارس الماضي، وإنما لحجم ما قدمه من مزايا للكرة الجزائرية عموما، حيث بلغت القيمة المالية لهذا العقد 30 مليار سنتيم، توظف في مجالات شتى منها المنتخبات الشبانية والتحكيم إضافة إلى مصاريف ''الخضر''. كما تعهدت ذات الشركة بمنح سيارة من طراز عالٍ لكل لاعب من المنتخب في حال التأهل إلى نهائيات كأس العالم .2010 واقتناعا منها بضرورة المساهمة في تحقيق الإنجازات، فقد كانت ''سيفيتال'' الشركة الثانية التي أبدت اهتمامها لرعاية المنتخب الوطني، من خلال توقيع الرئيس المدير العام لذات الشركة يسعد ربراب عقدا مع رئيس الاتحادية محمد روراوة يمتد إلى نهاية السنة الجارية، ويتضمن قيمة مالية قدرها 4 ملايير سنتيم إضافة إلى حافلتين وسيارة إسعاف وعربة وأيضا حصة من سيارات هيونداي قيل إنها بلغت 20 سيارة. وتعهّد ربراب، خلال الكلمة التي ألقاها خلال مراسيم التوقيع، بتجديد العقد في الوقت المناسب.
ومن جهتها، سارعت الشركة العالمية الأمريكية للمشروبات الغازية ''كوكا كولا'' إلى توقيع عقد مع ''الفاف'' يعد الأول من نوعه، لترويج سلعتها في شمال إفريقيا خاصة بعد التنافس الذي تلقاه من قبل شركة ''بيبسي كولا''، فكانت مساهمتها معتبرة للغاية من خلال القيمة المالية الممنوحة التي تصل إلى 4, 1 مليون أورو، أي ما يربو على 10 ملايير و480 مليون سنتيم بالعملة الوطنية.
وأبدى المشرف على هذه الشركة في شمال إفريقيا، إبراهيم العروي، سعادته بتعاقد كوكا كولا مع ''الفاف''، متعهدا في نفس الوقت بجلب كأس العالم إلى الجزائر يوم الفاتح من أكتوبر، لتمكين آلاف الجزائريين من مشاهدتها عن كثب والوقوف على روائع الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا. ومن جهته، أعلن المدير العام لذات الشركة في الجزائر، منصف عثماني، خلال ذلك الحفل ،أن كوكا كولا ستمنح 50 ألف كرة محترفة من الجلد لـ''الفاف''، متمنيا أن تكون هذه الكرات فأل خير لبروز مواهب كروية في الجزائر.
أما الممول الرابع والأخير لـ''الفاف'' لحد الآن فهي شركة ''بوما'' للعتاد الرياضي التي حلت محل شركة ''كوك سبورتيف''، حيث تم توقيع العقد قبيل لقاء الجزائر وزامبيا يوم الأحد الماضي بين رئيس الاتحادية محمد روراوة ونائب رئيس شركة ''بوما'' ويدمان هورست، والذي قدمت فيه ذات الشركة للاتحادية الجزائرية ما يقارب 700 ألف أورو من العتاد سنويا و400 ألف أورو سنويا على شكل منح عامي 2010 و.2011 كما تعهدت شركة ''بوما''، في حال التأهل إلى نهائيات كأس العالم، برفع قيمة المنح إلى 520 ألف أورو سنويا في فترة ممتدة على مدار أربع سنوات بين 2010 و.2014