لم أكن ضحية تمييز عنصري في نادي لازيووجه لاعب وسط الميدان الجزائري مراد مغني أول أمس، رسالة قوية إلى المدرب الوطني رابح سعدان، بعد تألقه مع فريقه لازيو روما الإيطالي العائد بفوز عريض من بلغاريا أمام ليفسكي صوفيا المحلي برسم الجولة الثانية من منافسة رابطة أوروبا (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا).
قاد مغني فريقه إلى فوز باهر أمام مضيفه ليفسكي صوفيا البلغاري بنتيجة (4/0). فبالرغم من ملازمته كرسي الاحتياط في المدة الأخيرة، إلا أن المستقدم الجديد للخضر أثبت لمدربه أنه من طينة الكبار، بدليل الهدف الذي أمضاه في الدقيقة الـ.67
''الخبر'' اتصلت هاتفيا أمس بمغني وكان هذا الحوار معه.
بداية .. نهنئك على الهدف الذي وقعته مع فريقك لازيو روما الإيطالي أول أمس أمام ليفسكي صوفيا البلغاري.. l على هذه الالتفاتة الطيبة لقد تلقيت عدة مكالمات هاتفية من الأحباب وحتى من بعض اللاعبين من المنتخب الوطني وكلهم فرحوا وهنأوني على الهدف الذي سجلته في بلغاريا وعودتي القوية إلى المنافسة مع فريقي لازيو.
هدفك هذا جاء في الوقت المناسب، أليس كذلك ؟l بالفعل بعد ملازمتي لكرسي الاحتياط وابتعادي عن المنافسة الرسمية، كنت بحاجة ماسة إلى التسجيل بعد الفترة الصعبة التي عشتها منذ بداية الموسم، ويمكن القول أن الهدف الذي سجلته ومساهمتي في الفوز العريض الذي حققه فريقي لازيو سيرفع من معنوياتي أكثر ويكسبني ثقة في النفس من أجل فرض وجودي واستعادة مستواي الحقيقي. وأظن أن الهدف هو الذي كان ينقصني ولم أخيب الثقة التي وضعها فيّ المدرب.
هل ترى أنك استرجعت مستواك الحقيقي؟l ليس بعد، لأنني عشت فترة جد صعبة منذ بداية الموسم، وليس سهلا على أي لاعب الحفاظ على مستواه الحقيقي وهو بعيد عن المنافسة. لكن أشعر أنني في تحسن مستمر من يوم لآخر، وأنا واثق من أنني سأسترجع كامل إمكانياتي وسأرد على كل من انتقدني في نادي لازيو، وأمامي الوقت الكافي لكسب ثقة الجهاز الفني. وما أريد الإشارة له أن الفريق كله كان يمر بفترة صعبة بداية هذا الموسم وهو ما يؤثر بشكل مباشر على اللاعبين.
بعض وسائل الإعلام الأجنبية نسبت لك تصريحات تؤكد فيها انك كنت ضحية تمييز عنصري في نادي لازيو وبعض المسؤولين في النادي تعمدوا تهميشك في الفريق، هل هذا صحيح ؟
l لم أدل أبدا بمثل هذه التصريحات ولم أكن يوما ضحية تمييز عنصري في نادي لازيو ولو كنت ضحية تمييز عنصري لقام مسؤولو النادي ببيعي. واستغل هذه الفرصة لأطمئنكم أنني أحظى باحترام الجميع في نادي لازيو، والكل فرح لي عندما تم استدعائي للمنتخب الوطني الجزائري. وهذه مفخرة لي واعتز به كثيرا.. ربما البعض أراد تفسير غيابي عن المنافسة مع فريقي لازيو بخلافي مع المسيرين او الطاقم الفني وهذا لم يحدث قط.
ألم تندم على بقائك في نادي لازيو بعد العروض التي تلقيتها من أندية إيطالية وفرنسية ؟l صراحة لم اندم، لأنني كنت قد كشفت في مختلف وسائل الإعلام عن رغبتي في مواصلة مغامرتي الاحترافية مع فريقي لازيو، رغم أنني لم أكن أساسيا، كما أنني أثق في إمكانياتي وبقدرتي على فرض وجودي في هذا الفريق . وهو ما جعلني أرفض العروض الأخرى.
وماذا عن العروض الفرنسية التي تلقيتها ؟l لم أفكر يوما في العودة للعب في البطولة الفرنسية بعدما التحقت بالكالتشيو الإيطالي، سيما وان مستوى البطولة الايطالية أحسن من البطولة الفرنسية. ولدي طموح للتألق أكثر وتطوير إمكانياتي. وهذا لايعني أنني أقلل من شأن البطولة الفرنسية ومستواها.
لنتحدث عن المنتخب الوطني، فكيف تقيم أول مشاركة رسمية لك مع الخضر؟ l التقييم بالدرجة الأولى يعود للمدرب وكذا الجمهور الجزائري طبعا. وبالنسبة لي بدايتي كانت ايجابية واعترف أنني لم اظهر بعد كامل إمكانياتي، فأنا بحاجة إلى وقت للتأقلم أكثر مع المنتخب، وكما لايخفى عليكم أن انضمامي لصفوف الخضر جاء في الوقت الذي كنت أعيش بعض المشاكل مع فريقي لازيو. ولكن رغم ذلك أحاول قدر الإمكان بذل مجهودات إضافية من اجل إسعاد الجمهور الجزائري والمساهمة في تأهله إلى المونديال.
ألم تنزعج من دخولك احتياطيا في مواجهة زامبيا؟l أبدا، فانا لاعب محترف ومصلحة المنتخب الوطني أهم من مصلحة اللاعب، وعلى كل لاعب في المنتخب أن يفكر في مصلحة المجموعة ويدرك أننا في مهمة واحدة وهي قيادة الجزائر إلى التأهل للمونديال وإسعاد الشعب الجزائري، واعلم أن التنافس على المناصب الأساسية سيكون شديدا ولا يحق لي التدخل في اختيارات المدرب. وفي مواجهة زامبيا كنت جالسا في مقعد البدلاء أتابع المباراة على الأعصاب وحاولت أثناء دخولي في الشوط الثاني إعطاء الدعم الإضافي لزملائي والحمد لله أننا كسبنا نقاط المباراة، رغم الصعوبات العديدة التي واجهتنا خاصة وان المواجهة جرت في شهر رمضان الكريم.
تفصلنا أيام قليلة عن مواجهة رواند في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات، متى ستحل بالجزائر؟
l سأحل هذا الاثنين بالجزائر من أجل الدخول في تربص تحضيري مع زملائي، تحسبا لمواجهة رواندا، وانتظر هذه المباراة بشغف.
هل تتوقع أن يكون مردودك أحسن من مباراة زامبيا ؟l أتواجد في أحسن أحوالي هذه الأيام ومعنوياتي كما قلت لك سابقا مرتفعة بعد عودتي للمنافسة مع فريقي لازيو ومساهمتي في الفوز الذي حققه فريقي في منافسة رابطة أوروبا ضد نادي ليفسكي صوفيا البلغاري. وأطمح لإعادة نفس السيناريو ضد رواندا إذا أشركني المدرب الوطني سعدان في هذا اللقاء.
تبدو مهمتكم ضد رواندا سهلة مقارنة بالصعوبات التي واجهتكم في لقاء زامبيا أليس كذلك ؟
l الفوز على المنتخب الرواندي يبدو في الظاهر في متناولنا، ولكن يجب علينا توخي الحذر وعدم الوقوع في فخ استصغار المنافس أو التساهل معه. فكل شيء ممكن في كرة القدم. ولهذا علينا الضغط على المنافس منذ الوهلة الأولى والتسجيل مبكرا حتى نقطع أمامه الطريق لاسترجاع الثقة في النفس أو إدخال الشك في أنفسنا. ونملك كل الإمكانيات التي تسمح لنا بالفوز على رواندا. وأظن أننا سنخوض هذه المواجهة في ظروف أحسن بكثير من المباراة السابقة التي خضناها ضد زامبيا.
.. لماذا ؟
l لأن الفريق الزامبي تنقل إلى الجزائر من أجل البحث عن نتيجة ايجابية تبقي على حظوظه في التأهل إلى المونديال، واظهر استماتة كبيرة في الوقت الذي بدا علينا التأثر من عامل الصيام. كما أن المنتخب الزامبي أقوى من رواندا ويحسن أيضا اللعب خارج قواعده.
ستلقون الدعم من طرف الجمهور الجزائري من اجل الفوز على رواندا بنتيجة ثقيلة، هل سيكون ذلك سهل المنال حسب رأيك؟
l كل لاعب في المنتخب الوطني يرغب في الفوز على رواندا وبنتيجة ثقيلة من أجل تعزيز حظوظنا أكثر في التأهل إلى المونديال وليس لدينا خيار آخر سوى رمي كامل ثقلنا في الهجوم للحفاظ على فارق أفضلية الأهداف قبل التنقل إلى القاهرة في الجولة الأخيرة من هذه التصفيات.
دعم المنتخب الوطني صفوفه بخدمات الثنائي يبدة وعبدون الذي سيكون حاضرا في مواجهة رواندا ما هو تعليقك؟
l المنتخب الوطني بحاجة إلى كل لاعب قادر على إعطاء الدعم له قصد بلوغ المونديال.. فيبدة صديقي واعرفه جيدا ولدي ذكريات جميلة ما زلت احتفظ بها عن هذا اللاعب، خاصة عندما كنا نلعب مع بعض في المنتخب الفرنسي في الأصناف الشابة. ومجيء يبدة للمنتخب سيكون مكسبا هاما للخضر. أما عبدون فلا أعرفه شخصيا لكن أتابع أخبار البطولة الفرنسية واعلم انه تألق بشكل لافت هذا الموسم مع فريقه نانت الذي يتصدر بطولة الدرجة الثانية. وسيلقى عبدون ويبدة كل الترحيب من لاعبي المنتخب مثلما كان الحال معي أثناء التحاقي أول مرة.
أكيد أنكم ستتابعون مباراة مصر ضد زامبيا باهتمام..
l مباراة مصر أمام زامبيا تهمنا كثيرا، لكن لا يجب أن نربط مصيرنا بها. وعلينا أن ندخل لقاء رواندا بدرجة عالية من التركيز مهما كانت النتيجة التي ستنتهي عليها مباراة زامبيا أمام مصر التي ستلعب عشية لقائنا ضد رواندا. وإذا اقتضى علينا الأمر سنجلب تأشيرة التأهل إلى المونديال من القاهرة في الجولة الأخيرة.