''تلبيتي الدعوة ليس من أجل إثراء مشواري وإنما حبّا في الجزائر''

كرسي الاحتياط.. داخل الميدان أو خارجه.. كل هذه الأمور لا تهمني

قبل التحدث مع المستقدم الجديد للمنتخب الوطني حسان يبدة، كان لنا حديث مع والده عمي امبارك في قاعة الانتظار لمطار هواري بومدين، رفقة عدد من أبناء عمه، وهو ما سهل لنا الوصول إلى حسان لحظة وصول الطائرة التي كانت تقله من مطار باريس الفرنسي رفقة بوعزة، مطمور وجبور. وكم كانت مفاجأتنا كبيرة عندما تحدثنا مع حسان، المولود في مدينة سانت موريس بفرنسا (مقاطعة رقم 94)، حيث بدا لنا متواضعا إلى درجة أنه نسي حتى حقائبه لكثـرة مطالبة الجميع بصور تذكارية معه. ''الخبر'' انتهزت الفرصة وتحدثت معه حول المنتخب الوطني وأمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار.
مرحبا بك في أرض الوطن.
شكرا، شكرا.. الحمد لله أنني سأحقق حلما راودني منذ مدة وراود أيضا عائلتي التي تستحق كل الخير.
أعتقد أنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها الجزائر.. أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، أزور بلادي في كل مرة تتاح لي الفرصة، بدليل أنني في شهر جوان الفارط زرت الوطن وتنقلت إلى قرية توريث عدن ببلدية مقلع في تيزي وزو..
هل كنت تتوقع مثل هذا الاستقبال؟
في الحقيقة تفاجأت لهذا الاستقبال الحار الذي سيزيدني حتما عزيمة على أن أكون عند حسن ظن الجميع بمن فيهم عائلتي وخاصة والدي اللذين لمستم فيهما اليوم (الحوار أجري لحظة وصوله إلى مطار هواري بومدين أول أمس) نوعا من الافتخار بابنهم، وهو إحساس لا أستطيع أن أعبر عنه بكلمات.
مباشرة بعد أن حطت الطائرة تلقيت مكالمة هاتفية من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، هل لنا أن نعرف فحوى المكالمة؟
(يضحك).. صحيح تحدثت مع رئيس الفاف روراوة الذي رحب بقدومي إلى الجزائر وتمنى لي كل التوفيق مع المنتخب الوطني..
تسربت إشاعات مفادها أنك قدمت إلى الجزائر ليلة الأحد، فهل سبق وأن أعلنت أنك ستصل يوم الأحد أم ماذا..؟
هي مجرد أكاذيب فقط، فزيارتي كانت مبرمجة اليوم (الاثنين)، ولم تكن مبرمجة أمس (الأحد) بدليل أنني اتفقت مع الثلاثي رفيق جبور وكريم مطمور وعامر بوعزة على الالتقاء في مطار باريس للتنقل سويا إلى الجزائر على متن طائرة واحدة.
بالتأكيد فإن الثلاثي الذي ذكرته حدثك عن أجواء المنتخب الوطني والمهمة التي تنتظر الخضر في التصفيات..؟
بطبيعة الحال، فحديثنا في مطار باريس وكذا على متن الطائرة تمحور أساسا على المنتخب الوطني والأجواء الذي يعيشها كل لاعب في المنتخب، بالإضافة إلى أشياء أخرى جعلتني أتشوق لرؤية كل ما قيل عن المنتخب الوطني على أرض الواقع.
لكن قبل هذا الثلاثي، يكون رفيقك في بورستمونث الإنجليزي نذير بلحاج قد أطلعك على الأجواء..
بالتأكيد.. نذير حدثني كثيرا عن المنتخب وعن فرص التشكيلة الوطنية في هذه التصفيات المشتركة لكأس العالم وأمم إفريقيا، حتى في التدريبات يحدثني نذير عن المنتخب.
هل ساعدك بلحاج على التأقلم في فريقك الجديد بورستمونث؟
نعم، لقد ساعدني كثيرا نذير لأننا أبناء وطن واحد، حيث سمح لي بالتأقلم بسرعة مع التشكيلة.. والحمد لله سارت الأمور على أحسن ما يرام.
انضمامك إلى بورستمونث كان فأل خير على التشكيلة، بدليل أنها تذوقت طعم الفوز بفضل الهدف الذي أمضيته مؤخرا بعد صيام دام أكثـر من سبع جولات في البطولة..
الحمد لله.. سارت الأمور، كما سبق وأن قلت، في الطريق الصحيح، والهدف الذي أمضيته ما هو إلا نتاج عمل جماعي شارك فيه أصدقائي في الفريق.. كما أن الفوز الذي حققناه كان بمثابة الوثبة البسيكولوجية التي انتظرها الفريق.. وأتمنى أن يكون الفوز بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفريق.
هل هذا يعني أنك سعيد بانضمامك إلى بورستمونث، ولاسيما بعد المشاكل التي حدثت لك مع فريقك بنفيكا البرتغالي؟
ما حدث لي في بنفيكا، يحدث لأي لاعب، فهي أمور عادية خاصة أنني كنت أرغب في تغيير الأجواء لبلورة إمكاناتي. وأحيطكم علما أنني في البرتغال عشت أياما حلوة، ولاسيما عندما توّج الفريق بكأس رابطة البرتغال موسم 2008-.2009
هل اعترضت طريقك بعض الصعوبات من إدارة بورستمونث لتسريحك لفائدة المنتخب الوطني، خاصة أنك انضممت مؤخرا للتشكيلة؟
أولا.. القانون واضح في مثل هذه المواعيد التي تتزامن وتواريخ الفيفا، كما أنني قبل انضمامي إلى بورستمونث تحدثت مع إدارة الفريق وأشعرتهم أنني سأتقمص ألوان منتخب بلادي، وهو أمر تفهمه القائمون على الفريق.
لنعد إلى المنتخب الوطني، هل تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق التشكيلة في مباراة رواندا؟
المسؤولية كبيرة جدا، فنحن واعون بما ينتظرنا والمهم هو الفوز.
استعمالك للضمير المنفصل (نحن) يعني أنك تأقلمت مع التشكيلة، حتى قبل التحاقك بمقر تربص المنتخب الوطني (الحوار أجري في مطار هواري بومدين في المكان المخصص لسحب الأمتعة)..
نعم، فأنا أعتبر نفسي عنصرا في المنتخب الوطني، حتى قبل مجيئي إلى الجزائر، وأنا سعيد جدا بكوني سأحمل الألوان الوطنية وسأقاتل لتشريف الألوان الوطنية..
لكن.. هل تعلم أن المنافسة ستكون شديدة لكسب مكانة أساسية في المنتخب؟
لا تهمني المنافسة.. فأنا تحت تصرف المدرب الوطني رابح سعدان وسأبذل قصارى جهدي عندما تتاح لي الفرصة.
هل هذا يعني أنك ستقبل بكرسي الاحتياط؟
lكرسي الاحتياط، داخل الميدان أو خارجه.. كل هذه الأمور لا تهمني، فالأهم بالنسبة لي هو تشريف الألوان الوطنية وتحقيق حلم الشعب الجزائري.
حلم الشعب الجزائري هو الذهاب إلى المونديال..
هذا حلم الجميع وسنسعى لتحقيقه، لكن الأهم حاليا هو الفوز على رواندا.
كيف ترى مباراة يوم الأحد؟
أعتقد أنها مباراة صعبة لأن المنافس سيأتي إلى الجزائر من أجل إحداث المفاجأة والإبقاء على حظوظه قائمة للتأهل إلى كأس أمم إفريقيا القادمة، وعليه فإن الحذر مطلوب في المقابلة.
وعن المباراة التي سيخوضها المنتخب المصري أمام زامبيا..؟
لا يمكنني التطرق إلى هذا الموضوع لأنني لا أملك المعلومات الكافية، لكنني وحسب زملائي في المنتخب الذين تحدثت معهم، فإن مصير المنتخب الوطني بأيديه وليس بأيدي المنتخبات المنافسة.
هل من كلمة توجهها للجمهور الجزائري؟
مجيئي إلى الجزائر ليس من أجل الشهرة أو المشاركة في المونديال لإثراء بطاقتي الفنية، وإنما جئت إلى الجزائر لتقديم كل ما أملك من قوة خدمة لبلادي وتشريفا للألوان الوطنية، وسأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظن الجميع.